كيف يكون الحمد )
يحدثنا عنها د.ياسر بكار في كتابه ( القرار بين يديك )
- وهو طبيب نفسي متخصص-
حيث يروي بتعجب
قصة فتاة الإحساء ذات 29ربيعا
و أنقلها لكم ببعض إيجاز
يقول د. ياسر :
( زهرة .. فتاة بدأت العلاج منذ فترة طويلة بسبب مشكلة في النوم و قد تحسنت بشكل ملحوظ
كالعادة كنت أقلب ملفها الكبير بين يدي و أنا أسأل الأسئلة الروتينية
لمحت أثناء تقليبي لصفحات ملفها أنها تتابع في عيادة أمراض الدم.
فسألتها عن ذلك ,
فأعلمتني أنها مصابة ( بفقر الدم المنجلي) و ( الثلاسيميا ) و (أنيميا الفول) في نفس الوقت
- وهذا تصادف نادر –
وتابعت هي : لكن الحمد لله آخذ الدواء و أموري بخير
قلت : الحمد لله
أوه أنتي تأخذين دواء لفشل القلب أيضا ؟
هي : نعم,نعم .. أصبت بفشل القلب السنة الماضية
بسبب هجمة تحلل للدم ,ودخلت العناية المركزة
لكن الأمور الآن بخير
ربما أتعب قليلا عندما أسير لمسافة طويلة لكني بخير .
أنا : الحمد لله على السلامة
ثم تابعت : وهذا تقرير لمنظار المعدة ..ماعلاقة منظار المعدة بالقلب ؟!!
لم أنتظر جوابها بل نظرت إلى تفاصيل التقرير في الحاسوب
يذكر التقرير أنها مصابه بفتحة كبيرة نسبيا في (الحجاب الحاجز )
مما أدى إلى إنزلاق جزء من المعدة نحو الصدر وحدوث ارتجاع أحماض المعدة نحو المريء!!
أنا : أأأممممم .. هذا يعني أنك تشكين من حموضة و حرقان ؟!!
هي : بعض الحموضة , ومع تجنب بعض المأكولات أصبحت الأمور تمام و الحمد لله
أنا : أوه جيد
- أخذت شهيقا عميقا فقد وفرت علي عناء العلاج النفسي لدعمها أمام كل هذه المعاناة –
قبل أن أغلق صفحات ملفاتها .. كأني لمحت شيئا عن (أنبوب أنفي مِعدي)
وما كان علي إلا سؤال صاحبة الشأن
هي : نعم فأنا أعاني من صعوبة البلع منذ أربع سنوات . وقد إختلف الأطباء في تفسير ذلك
وعلى كلٍ .. الأمور بخير
فأنا آكل عن طريق هذا الأنبوب منذ سنوات و أغير الأنبوب كل شهر
- لم ألحظ الأنبوب من البداية لأنها تغطي وجهها –
صمتت لبرهة
لم أصدق ما سمعت .
كل ذلك يحدث لفتاة في العشرينات من عمرها .
ثم تجلس بكل هدوء وطمأنينة وسلام ..
هي : أود أن أريك الموعد الذي أعطوني إياه العيادة النفسية ولم أستطع أن آتي ..
- وبدأت تفتش في شنطتها الصغيرة حيث تبعثرت الأوراق
فلمحت ورقة موعد غير الأوراق المعتادة لعيادتنا -
أنا : ما هذه الورقة يا زهرة؟!
هي : ايوه هذه ورقة موعد لعيادة العيون
أنا عيادة العيون !!!
هي : نعم فقد حدث لي نزيف في الشبكية منذ سنتين
لكني الآن بخير
حيث أرى بشكل جيد
لكن هناك بعض الغبش كما أنني أرى الشيء شيئين
- إنعقد لساني .. لم أصدق .. تأكدت من الملف ثانية ..
نعم إنها كذلك
أنا : زهرة من أين لك كل هذه القوة ؟!!
قالت : بقراءة القرآن وذكر الله ..
إذا مادام لساني قادر على ذكر الله وحمده وشكره على نعمه الكثيرة
فأنا على خير ما يرام..
قلت : زهرة إياك أن تضعفي ..كوني مثالا لغيرك ..أروع مثال ..
ولا تحرمينا من معين روحك الصافي
لعلنا نصل إلى مراتبك العالية )
( فقر الدم المنجلي) و ( ثلاسيميا ) و (أنيميا الفول) و(فشل القلب )
و (فتحة كبيرة في الحجاب الحاجز ) و (صعوبة البلع منذ أربع سنوات) و (أكل من أنبوب أنفي )
و (نزيف في الشبكية منذ سنتين) و (غبش في الرؤية )
وتأتي الإجابة الثابتة .. الكاشفة عن السر :
( بقراءة القرآن وذكر الله ..
إذا مادام لساني قادر على ذكر الله وحمده وشكره على نعمه الكثيرة
فأنا على خير ما يرام )
أختم بنصيحة د.ياسر في خاتمة القصة :
( عندما تستيقظ صباح الغد .. قف أمام المرآة .. وخذ شهيقا عميقا .. وأحمد الله)
دمتم برضا