عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-04-2011, 12:43 AM
د. وديع إلياس غير متواجد حالياً
د. وديع إلياس
د. وديع إلياس
 


افتراضي جماعة التدريب ونجاح العملية التدريبية




جماعة التدريب ونجاح العملية التدريبية




تعتبر جماعة التدريب أحد أبعاد مواقف التدريب الذي له تأثير مباشر على عملية التعلم الفردي داخل قاعات التدريب وعلى التفاعل الذي يقوم بين المدرب والمتدرب أو بين المتدربين بعضهم البعض.
وقد سبق لنا أن تناولنا عاملين من عوامل بناء جماعة التدريب عند الكلام على المتدرب لتأكيد أهميتها عند اختيار المتدربين. هذان العاملان هما:
- عامل التجانس بين المتدربين في البرنامج الواحد من حيث الخلفية الإدارية التي يشترطها البرنامج التدريبي كحد أدني عند المتدرب، حتى يتأكد له إمكانية الاستفادة من البرنامج ومشاركته في أنشطته.
- عامل تقارب مستويات المتدربين فيما يتعلق بما لديهم من حصيلة المعرفة والمهارة والسلوك المرتبط بدورهم الوظيفي والذي يستند عليه البرنامج التدريبي كأساس لبناء وتنمية المعرفة والمهارة والسلوك المرغوب فيه لكفاءة الدور الوظيفي.
وهناك عامل لا يقل أهمية عن العاملين السابقين في ضرورة أخذه في الحسبان عند بناء جماعة التدريب هذا العامل هو:
- عامل عدد أعضاء جماعة التدريب:
ويرتبط هذا العامل ارتباطا وثيقا بطبيعة عملية التدريب في استهدافها تنمية المعرفة والمهارة والسلوك المرتبط مباشرة بكفاءة الدور الوظيفي.
ويقتضي تحقيق هذا الهدف التركيز على استخدام أساليب التدريب والتي لا تتأكد كفاءتها وفاعليتها إلا في نطاق الجماعات الصغيرة، فالفرق الأساسي بين الإمداد بالمعلومات عن طريق المحاضرة والتي هي المحور الرئيسي في نشاط التدريس وبين الاتجاه إلى تنمية القدرة والسلوك وهو النشاط الأساسي للتدريب هو في قيام عملية التدريب داخل جماعات صغيرة حيث يستخدم التدريب أساليبه من الحالات الدراسية وتمثيل الأدوار والمباريات الإدارية وخلافه ولا يمكن بغير ذلك ضمان إحداث التغيير المستهدف في اتجاهات المتدرب وسلوكه داخل قاعات التدريب، فبينما يركز التدريس على الإمداد بالمعلومات للفرد ويترك له جهد استيعابها خارج قاعات الدرس لمواجهة موقف الامتحان فيها بعد ذلك، فإن التدريب يركز على تنمية القدرة والمهارة والسلوك للفرد داخل قاعات التدريب ليترك له جهد نقلها إلى مواقع العمل ومواصلة عملية التنمية الذاتية التي بدأها بالبرنامج، فحين يتجه نشاط التدريس إلى الإمداد بالمعلومات لا تؤثر في كفاءته كثيرا كبر حجم جماعة الدارسين، ولكن حين يتجه إلى تنمية أعضاء جماعة المتدربين وجب عليه أن يؤكد وجود العوامل التي تعين على كفاءة وظيفته وتحقيق أهدافه وهو مطالب بتنمية قدرات ومهارات وسلوك معينة للمتدربين داخل قاعات التدريب، وتدعيمها إلى درجة كبيرة ليؤكد إمكانية نقلها إلى مواقع العمل وصمودها أمام القوى المقاومة لها في تنظيم العمل.
ولقد حددت الدراسات والبحوث أعضاء جماعة التدريب ما بين 5 إلى 10 أعضاء في الجماعة الواحدة (متوسط 7 أعضاء)، حتى يمكن لعملية التعلم الفردي التي تقوم داخل الجماعة أن تستوعب خبرات مواقف التعلم والتغيير بأبعادها في مجالات الإدراك والدافعية والانفعالات، ولهذا يشترط لنجاح عملية التدريب صغر حجم جماعة التدريب، ولا يعني ذلك أن تحدد عدد أعضاء البرنامج في حدود 10 أعضاء، ولكن إذا علمنا أن جماعات التدريب في البرنامج الواحد يجب ألا تزيد عن حدود نطاق الإشراف للمدرب وهي 3 جماعات يصبح بذلك الحد الأعلى لعدد أعضاء البرنامج الواحد حوالي 21 عضوا (3 مجموعات × 7 أعضاء)، ويجب أن نؤكد استخدام الجماعات الصغيرة في التدريب وألا يزيد حجمها عن المعدل المتداول، ومن اليسير أن نتصور أثر عدد أعضاء جماعة التدريب (عدد المتدربين في البرنامج) قلة أو كثرة في أسلوب تفاعل المدرب، والذي يشترط فيه الانفتاح على المتدرب وإتاحة المجال له لحرية المناقشة وإبداء الرأي والتعبير عن مشاعره والتبصير بسلوكه الذاتي، إن كثرة عدد المتدربين تؤدي بالضرورة إلى ضعف دور المدرب أو اضطراره إلى القيام بدور "المدرس" ونشاط "التدريس".






رد مع اقتباس