’
إنني أعول كثيراً على حديث الشخص عن نفسه خلال اليوم وفي كل حين.. ذلك أننا نتحدث مع أنفسنا طوال الوقت (إذا لم نكن نتحدث مع الآخرين).. الحديث مع النفس له أثر كبير في برمجة العقل الباطن وتشكيل سلوكياتنا ورأينا بأنفسنا. فلنراقب كيف نحدث أنفسنا طوال اليوم. سنجد أن معظم هذا الحديث هو حديث سلبي (لماذا لا يهتم بي أحد؟ أنا ضعيفة مسكينة منبوذة غير مميزة..) وهكذا حديث طويل لا ينتهي.. لكنه يؤدي إلى نتيجة واحدة.. الشعور بالإحباط والألم وضعف الثقة بالنفس. عندما نبدأ بتغيير حديثنا مع أنفسنا ونستذكر إنجازاتنا الصغيرة ونحمد الله على نعمه المختلفة.. حينها سنلمس الفرق في حبنا لأنفسنا وحب الناس لها.
قلت قبل قليل (لنتذكر إنجازاتنا)! إذن لابد أن يكون لدينا إنجازات.. لا أقصد هنا إنجازات خارقة عظيمة.. لا بل إنجازات صغيرة نسجلها كل يوم وتقود بنا إلى إنجازات كبيرة.. نقوم كل يوم بشيء لا يقوم به عامة الناس.. كصلاة في الليل، أو قراءة كتاب، أو صدقة أو اهتمام بموضوع، أو اتصال بصديقة قديمة أو غير ذلك كثير. نقوم كل يوم بشيء مميز وسنجد فرقاً هائلا في حياتنا.
عندما نحب أنفسنا فسوف نهتم بها بشكل كامل.. لا شك أن كل واحد منا مميز في مجال ما.. في أمر ما.. لنبحث عن التميز الذي فينا.. أو لنصنعه.. من المطلوب أن نطور شخصيتنا في كل المجالات.. لكن لابد أن لدينا شيئاً خاصاً ليس موجوداً لدى الآخرين.. هذا يتطلب البحث والمراقبة وتطوير هذا التميز. فبعض الناس مميز في بناء العلاقات وآخر في التعاطف وآخر في المشورة وآخر في المساهمة في أمر ما أو خدمة الآخرين في شيء ما وهكذا.
ختاماً: مدح الناس نتيجة لتميز يجب أن نجتهد في بنائه.. وصدقوني لو نفذنا ما قلت لما احتجنا لمدحهم وسنرى كل الإعجاب في عيونهم.. وهذا هو الإعجاب الذي يبقى.
,
,
|