
06-11-2011, 11:18 AM
|
|
|
د. وديع إلياس |
|
|
|
|
قَهْوَة عَلَى الْحَائِط

قَهْوَة عَلَى الْحَائِط
فِي مَدِيْنَة الْبُنْدُقِيَّة الْإِيطَالِيَّة
وَفِي نَاحِيَّة مِن نَوَاحِيْهَا الْنَّائِيَة
بَيْنَمَا كُنَّا نَحْتَسِي قَهْوَتِنَا فِي أَحَد الْمَطَاعِم
جَلَس إِلَى جَانِبِنَا شَخْص وَقَال لِلْنَادِل :
إِثْنَان قَهْوَة مِن فَضْلِك وَاحِد مِنْهُمَا عَلَى الْحَائِط !!
فَأَحْضَر الْنَّادِل لَه فِنْجَان قَهْوَة وَشُرْبَه صَاحِبُنْا لَكِنَّه دَفْع ثَمَن فِنْجَانِين وَعِنْدَمَا خَرَج الْرَّجُل قَام الْنَّادِل بِتَثْبِيت وَرَقَة عَلَى الْحَائِط مَكْتُوْب فِيْهَا : فِنْجَان قَهَوَة وَاحِد
وَبَعْدَه دَخَل شَخْصَان وَطَلَبا ثَلَاث فَنَاجِيْن قَهْوَة
فَمَا كَان مِن الْنَّادِل الَا أَن قَام بِتَثْبِيت وَرَقَة عَلَى الْحَائِط مَكْتُوْب فِيْهَا فِنْجَان قَهَوَة وَاحِد
وَفِي أَحَد الْايّام كُنَّا بِالْمَطْعَم ، فَدَخَل شَخْص يَبْدُو عَلَيْه الْفَقْر فَقَال لِلْنَادِل :
فِنْجَان قَهْوَة مِن عَلَى الْحَائِط
أَحَضَرُّلَّه الْنَّادِل فِنْجَان قَهَوَة فَشَرِبَه
وَخَرَج مِن غَيْر أَن يَدْفَع ثَمَنَه
ذَهَب الْنَّادِل الَى الْحَائِط وَأَنْزَل مِنْه
وَاحِدَة مِن الْأَوْرَاق الْمُعَلَّقَة
وَرَمَاهَا فِي سَلَّة الْمُهْمَلَات
تَأَثَّرْنَا طَبْعَا لِهَذَا الْتَّصَرُّف الْرَّائِع
مِن سُكَّان هَذِه الْمَدِيْنَة وَالَّتِي تَعْكِس وَاحِدَة
مِن أَرَق
* مِن أَرْقَى أَنْوَاع الْتَّعَاوُن الْإِنْسَانِي
فَمَا أَجْمَل أَن نَجِد مَن يُفَكِّر
بِأَن هُنَاك أُنَاس لَا يَمْلِكُوْن
ثَمَن الْطَّعَام وَالْشَّرَاب
وَنَرَى الْنَّادِل يَقُوْم بِدَوْر الْوَسِيْط بَيْنَهُمَا
بِسَعَادَة بَالِغَة وَبِوَجْه طَلَّق بِاسْم
وَنَرَى الْمُحْتَاج يَدْخُل الْمَقْهَى
وَبِدُوْن أَن يَسْأَل هَل لِي بِفُنْجَان قَهْوَة بِالْمَجَّان
فبِنَظِرة مِنْه لِلْحَائِط يُعَرِّف أَن بِإِمْكَانِه أَن يَطْلُب
وَمَن دُوْن أَن يُعْرَف مِن تَبَرُّع بِه
لِهَذَا الْمَقْهَى مَكَانَة خَاصَّة فِي قُلُوْب سُكَّانُه
فَهَل نَسْتَطِيْع ان نُقَدِّم بدَورْنَآ أَنجَآز عَظِيْم كـ هَذَآ ??
|