عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-04-2011, 02:01 AM
د. وديع إلياس غير متواجد حالياً
د. وديع إلياس
د. وديع إلياس
 


افتراضي تهيئة المناخ التدريبي




النظام العام لإدارة البرامج وتهيئة المناخ المساند لعملية التدريب



يتوخى المناخ المساند لعملية التعلم (التدريب) تشجيع المتدرب على الانفتاح على الغير، وتنشيط التفاعل بين المتدربين، وإتاحة المناخ الاجتماعي الذي يشجع على التعبير المنطلق والمباداة بالرأي، كما يتجه نحو تنمية المسؤولية الفردية والروح الجماعة والالتزام والمشاركة، وتنمية وتدعيم دافعية الإنجاز، وإذ يتجه المناخ التدريبي لتهيئة هذه المشاعر والقيم والاتجاهات في جو التدريب من خلال مواقفه ولقاءاته وأنظمته وإجراءاته، فهو يسعى لتهيئة المناخ المساند لعملية التعليم الفردي والمدعم لقدرتها في إكساب المتدرب المهارات والسلوك التنظيمي المرغوب فيه، بالإضافة إلى المعرفة التي يحتاجها لتحقيق هذا الهدف.
وفي ضوء هذا المفهوم للمناخ التدريبي السليم وأبعاده، ننظر في الأثر المعوق الذي تحدثه العوامل التالية لإدارة البرامج على عملية التعليم الفردي.
فهذه العوامل بالإضافة إلى أثرها المباشر على المناخ التدريبي، فهي في ذاتها خبرات حقيقية يمر بها المتدرب عند حضوره للتدريب تدعم لديه سلوكا تنظيميا غير مرغوب فيه يستهدف التدريب إلغاءه من حصيلة المتدرب وبناء سلوكا تنظيميا بديل تتطلبه كفاءة الدور الوظيفي:
- أثر الحوافز المالية التي تصرف للمتدرب على تحويل مسيرة دافعيته من استهداف التنمية الذاتية إلى استهداف الحصول على الحافز المالي بأي أسلوب وأقصر طريق.
والجدير بالذكر في صدد دوافع التنمية الذاتية عند الفرد أنه بالإضافة إلى مصدرها في الفرد نفسه فإن بيئة العمل الإداري تعد المصدر الثاني الذي لا يقل أهمية عن المصدر الأول، وقد يرجع افتقاد الفرد العامل إلى دافعية التنمية الذاتية إلى افتقار سياسات العمل وأنظمته بالمنظمات إلى المؤثرات الكامنة التي تثير وتنمي دوافع الفرد العامل نحو تنمية مهارات الدور الوظيفي ورفع مستوى كفاءته.
- أسلوب تطبيق الحضور والغياب وأثره في عدم إقبال المتدرب على خبرات التعلم وعدم حرية تفاعله داخل قاعات التدريب، ويعيد هذا الأسلوب في نظام تطبيق الحضور والغياب إلى مشاعر المتدرب خبراته المدرسية في مواجهة سلطة المدرسة وكيف يواجه تناول تحدياتها، وانعكاس ذلك على علاقة المتدرب بالمدرب وعلى مستوى التفاعل بينهما.
ويفتقد المتدرب - عند نكوصه إلى خبراته المدرسية - كثيرا من الاتجاهات الإيجابية والتي كان يجدر بنا إثارتها ومساندتها بالمناخ التدريبي السليم مثل الالتزام بالمسؤولية والاتجاه إلى المشاركة والعمل الجماعي والتي يتوخى التدريب تنميتها في المتدرب.
والجدير بالذكر في شأن محافظة المتدرب على خبرات التدريب ونقلها إلى مواقع العمل أن تأكيد ذلك مرهون بتعهد وموالاة دافعية التنمية الذاتية لديه - سواء في مصدرها الأصيل (جهة العمل) أو داخل قاعات التدريب، وفي تطبيق إجراء قياس القدرات للمتدرب قبل البرنامج ونهايته، وتعرفه على حصيلة ما لديه من المعرفة والمهارة والسلوك المستهدف تنميته فيه، ثم إعلامه أولا بأول بأثر جهوده في بلوغ أهداف تنميته الذاتية، عامل ربط للمتدرب بعمليته التدريب وخبراتها، بالإضافة إلى تنشيط دافعيته على بذل الجهد، ويؤدي كلا العاملين إلى أن ينبع من ذات المتدرب الاتجاه بموالاة الحضور للبرنامج وحرصه على ألا يفوته خبره من خبراته.
- أسلوب ونظام "الامتحانات" وتأثيره السلبي على ما يستهدفه المناخ التدريبي السليم من انفتاح المتدرب وتفاعله الإيجابي للحصول على المعرفة واكتساب القدرة والمهارة والسلوك المطلوب لكفاءة دوره الوظيفي، ذلك أن المتدرب في هذه الحال يجنح إلى السلبية تجاه عملية التعلم، حيث يعيد أسلوب ونظام "الامتحانات" إلى مشاعر خوف وقلق الرسوب والذي لازمه طوال مراحل دراساته السابقة، وغالبا ما ينتكس المتدرب إلى سلوك الطالب الذي يحرص على اختصار المادة العلمية التي سوف يختبر فيها وإلى سلوك الوسيلة لبلوغ الغاية في التفاعل مع المدرب بالتودد إليه أو المجاملة أو بتأكيد مظاهر الجد والاهتمام بالمادة التدريبية أو بالمساومة على إجراء الامتحان أو طريقة إعطائه أو بهذه الأساليب جمعيا.
وفي وجود مشاعر الخوف والقلق لدى المتدرب وانعكاساتها في سلوكه بالاتجاه إلى السلبية والبعد عن التعبير الحر الصريح وغيرها تفقد عملية التدريب ركنا أساسيا في كفاءة قيامها وحركيتها.
ومن هذا العرض يتضح لنا أهمية ما يعكسه النظام العام للبرامج من مناخ تدريبي داخل قاعات التدريب وخارجها له أثره الأكيد على كفاءة العملية التدريبية، ونشير في هذا المجال إلى مدخل تنظيمي في إدارة البرامج له أثره الإيجابي المدعم لعملية التعلم الفردي، هذا المدخل هو أسلوب افتتاح البرامج وختامها.
وترجع أهمية العناية بأسلوب افتتاح البرامج رسميا وختامها بحضور واشتراك بعض أفراد الإدارة العليا المنظمات (التي ينتمي إليها المتدربين) في هذا الافتتاح له أثره العميق على دافعيه بذل الجهد للمتدرب وجديه نظرته للتدريب وتأكيد الالتزام بنظام البرنامج ودعم المناخ المساند لعملية التدريب.
والجدير بالذكر أن أسلوب البرامج القطاعية يتيح المجال لتحقيق هذا الهدف وحضور رؤساء القطاع افتتاح البرنامج بما يكون له وقع مشجع على العاملين بمنظمات القطاع المشتركين في البرنامج.
















رد مع اقتباس