الموضوع: حلقة وصل
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-26-2012, 03:52 PM
م/عبدالله_العطاس غير متواجد حالياً
م/عبدالله_العطاس
الأعضاء
 


افتراضي حلقة وصل

بسم الله الرحمن الرحيم

بداية أحب أن أرحب بالجميع وأهنيء نفسي على انضمامي لهذا الموقع المميز والرائع
اسمحوا لي أن أدخل مباشرة في الموضع الذي رمزت له بعنوان "حلقة وصل"

إن الفروقات العمرية بين أفراد المجتمع الواحد وأفراد الأسرة الواحدة تخلق ما يسمى بالاختلاف بين الأجيال
ولهذا كان من الضروري أن توجد حلقة وصل بين أولياء الأمور والمربين وبين الأبناء
ومهمة حلقة الوصل هذ هي تقليص الفجوة وتقصير المسافة الموجودة بين شريحة المربين وشريحة الأبناء وتقريب الأرواح والقلوب بين الجيل والجيل الذي يليه فلا يشعر من هو أصغر سنا بوجود حاجز أو مسافة في التفكير أو الفهم بينه وبين من هو أكبر منه سنا
وبناء على ما سبق، أحب أن أشير إلى مجموعة من النقاط التي من شأنها أن تزيل بإذن الله الحاجز الذي قد يكون موجودا بين المربين وبين الأبناء والتي من المفيد أن يتذكرها كل ولي أمر ومربي، وهذه النقاط هي:

تذكر نفسك يوم كنت في عمره
إن من المفيد أن يتذكر كل ولي أمر أو مربي اليوم الذي كان فيه يمر في نفس المرحلة العمرية التي يمر بها ابنه، وكيف كان يتعامل وقتها مع النصائح والانتقادات التي كانت توجه إليه من قبل الوالدين أو من حوله من أفراد المجتمع

صفة الحِلم
الحلم سيد الأخلاق، ولن يستطيع أي إنسان مهما حاول أو اجتهد أن يغير الكون، ولكننا نعمل في نطاق دوائر صغيرة -كل منا على حده- ثم نرقى شيئا فشيئا إلى الدائرة الكبيرة، دائرة المجتمع ثم الدائرة الأكبر منها، وهي دائرة الوطن ثم الدائرة الأكبر، وهي دائرة الأمة أجمع، وقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلم أعظم الأمثلة والمواقف، التي علينا أن نتدارسها ونتذكرها ونطبقها عمليا في حياتنا.

خلق التجاهل
إن التغاضي والتجاهل من أجمل وأفضل طرق التربية، ولنتذكر الحكمة العربية الشهيرة: ليس سيد القوم بالغبي وإنما سيد القوم المتغابي

لنركز على العمل وليس على النتائج
ليتذكر كل ولي أمر ومربي أن أنبياء الله وهم صفوة الله في خلقه وأعظمهم وأعلاهم منزله، وهم الذين أدوا أمانة الله على أكمل أتم وجه، ومع ذلك منهم من يأتي يوم القيامة وليس معه أحد- كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم "ويأتي النبي ومعه الرجل ويأتي النبي وليس معه أحد"، وذلك ليس تقصيرا منهم ولكن لأن الله سبحانه وتعالى قدر عليهم ذلك فلم يؤمن من قومهم أحد، وأيضا سيدنا نوح عليه السلام اجتهد إلى اللحظة الأخيرة أن يضم ابنه إلى صف المؤمنين (يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين)، ولكنه قدر عليه أن يهلك مع الهالكين، فنخلص من هذه القصص وغيرها إلى أننا كمربين مطلوب منا الإخلاص في العمل وإتقانه والإحسان فيه وليس مطلوب من منا النتائج!

ساعد ابنك في اختيار أصحابه
إن كل طفل أو فتى أو شاب يحب أن يخالط قرناءه ونظراءه في السن وهذا شيء فطري بل صحي، وما علينا إلا أن نساعدهم -عن بعد- في هذا الجانب، فندلهم على أهل الصلاح والخير ونرشدهم كيف يكون الاختيار السليم لأصحابهم ثم نترك لهم الفرصة لتوثيق وتوسيع دائرة أصحابهم، ونهيئ لهم باستمرار الجو الدافئ والحميم الذي يساعدهم على تفجير طاقاتهم واستكشاف ملكاتهم وتفعيل إمكاناتهم، فينشئوا أسوياء، أصحاء ناجحين، أصحاب دور ورسالة في هذه الحياة، وكذلك بإمكاننا أن نقيم باستمرار مستوى أبنائنا من خلال التعرف على أصحابهم وقرنائهم، ومن أجمل ما قيل في هذا الباب قول الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي

المقارنة بمن هو أفضل
المقارنة، سلاح فتاك إذا أسيء استخدامه، فهو بسهولة يمكنه أن ينحطم المعنويات ويزلزل الطموح والحماس والإبداعات، لذا يتوجب علينا أن نتوخى الحذر عند استخدامه، بل ألا نستخدمه إلا في أضيق الحدود وبطريقة لا تسبب تهمشا للابن

عدم التمييز بين الأبناء
إن من الهدي النبوي في هذا لجانب ما روي عن رسولنا صلى الله عليه وسلم – كما قال- " ساووا بينهم حتى في القبل" ويشمل هذا الباب المديح والهدايا والتقبيل وكل ما من شأنه أن لا يشعر الابن بأي فرق عمن يحيطون به

التقبيل
إن اللمسة الحانية والقبلة، تطبع أثرا عميقا في نفس الابن وتترك وقعا لطيفا في كيانه، فلنتذكرها ونقوم بها على الدوام

التشجيع
التشجيع والتحفيز، من أروع الوسائل لاستخراج مكنون الطاقات والقدرات والإبداعات من أبنائنا، فلنداوم عليه ونتذكره دائما ونذكر به بعضنا بعضا باستمرار

الهدية
إن الهدية تعمل عمل السحر، وتدخل إلى القلوب بسرعة وسهولة فهي الطريق المعبد السهل إلى النفوس والأرواح، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر "تهادوا تحابوا"

تحدث مع ابنك
الحوار مع أبناءنا والتحدث معهم باستمرار مهم للغاية وهو يعطي الابن الإحساس بأنه محط تقدير واحترام وأن أسرته ومن حوله يعيرونه الاهتمام الذي يحتاجه ويملئون عليه الفراغ الذي قد يخنقه في بعض الأوقات

العب وامرح مع ابنك
إن كل الأبناء يحبون من يشاركهم ألعابهم ومرحهم، ويبدو لي أن هذا الأمر ليس مرغوبا فيه عند أغلب الكبار، ولكن إذا علم كل ولي أمر ومربي ما لهذا الأمر من أثر جميل ورائع في نفس ابنه لواظب عليه ولأعطاه الوقت والجهد المطلوبين

واخبرا أرجو وان أكون وفقت في إعطاء لمحة ولو يسيرة عن أهم الأمور التي من شأنها أن تبقي على حلقة الوصل قائمة بين الأبناء والمربين لكي نحيى جميعا حياة سعيدة رغيدة هانئة، كما نتمناها لأنفسنا ولأبنائنا بإذن الله تعالى

وقبل أن أختم، أطلب من كل من لديه تعليق أو اقتراح أن يهديه إلي وله مني وللجميع جزيل الشكر والامتنان

حقوق النشر محفوظة –
يمكن الاقتباس مع ذكر اسم الكاتب


م/ عبدالله بن الحسين العطاس
مدرب متخصص في تقييم وتطوير أداء الأفراد والمنشئات






رد مع اقتباس