عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-05-2011, 11:18 PM
أ. وسام إلياس غير متواجد حالياً
أ. وسام إلياس
الأعضاء
 


Smile الخط العربي وكسوة الكعبة المشرفة

الخط العربي وكسوة الكعبة المشرفة بمكة المكرمة


الكعبة تستعد لاستقبال الحجيج بثوبها الجديد

السدنة ينتهزون فرصة خلو المسجد الحرام يوم الوقفة

لإلباسها الكسوة الشريفة


يستهلك الثوب الواحد للكعبة نحو 670 كيلوجراما من الحرير الطبيعي


بعد خمسة أيام فقط، وعقب خلو مكة المكرمة من ملايين الحجيج الذين ينتقلون إلى صعيد عرفة، إيذاناً ببداية نسكهم، تشهد أروقة الحرم المكي ترتيبات حثيثة معتادة كل عام تسير وفق قواعد لا تتغير. ففي هذا الوقت من كل عام، يتجمع حشد صغير من أهالي مكة الذين يستمتعون بالمناسبة، ويتحرقون لمشاهدتها عاماً بعد عام كتقليد يحرصون عليه أو قلة من زوار بيت الله الحرام في اليوم الوحيد من أيام شهر ذي الحجة، الذي يخلو فيه من الحجيج، وهم يأملون في انتهاز فرصة فتح باب الكعبة للصلاة في جوفها والتضرع إلى الله في أطهر الأماكن على أرضه.
ويتوجه عادة إلى الحدث سدنة الكعبة المشرفة ، وفنيو مصنع الكسوة الشريفة، الذي ينتج الكسوة منذ أن تم إنشاؤه لهذا الغرض قبل 64 عاماً بأم الجود. يستعين الفنيون بسلم كهربائي خاص، للتمكن من بسط الكسوة الجديدة من بداية سطح الكعبة، الذي يقف عليه السدنة ومعاونوهم لتنزع عن الكعبة المشرفة ثيابها القديمة، ويبدأ سدنتها في ساعات قليلة بإحلال كسوتها الجديدة، في اليوم الذي يسبق يوم العيد الأكبر.
وستستقبل الكعبة المشرفة، الحجيج بكسوتها الجديدة التي استغرق إعدادها عاماً كاملاً، على أيدي خياطين مهرة يتعبدون في عملهم ويتقنونه. ويتم تثبيت القطع في عرى معدنية خاصة (47 عروة) مثبتة في سطح الكعبة، ليتم بعدها فك حبال الثوب القديم، ليقع تحت الثوب الجديد نظرا لكراهية ترك واجهات الكعبة مكشوفة بلا ساتر.
وجرت العادة ان يرفع ذيل الثوب وثلثه الأسفل حماية له من اشتياق ملايين الحجيج الذين يرغبون في اقتطاع أجزاء منه وحملها معهم كذكرى عزيزة على قلوبهم ترافقهم طوال حياتهم.
كسوة الكعبة الجديدة تسلمها يوم الأربعاء الماضي الرئيس العام لشؤون الحرمين، الشيخ صالح الحصين، ليقوم بدوره بتسلميها إلى كبير سدنة البيت الحرام، الشيخ عبد العزيز الشيبي ليكسو بها الكعبة المشرفة في اليوم التاسع من ذي الحجة.
وبلغت تكلفة الكسوة الإجمالية 20 مليون ريال سعودي، وهي مصنوعة من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود، ويبلغ ارتفاعها 14 متراً،
يزين ثلثها الأعلى حزام عريض مذهب مكون من 16 قطعة محاطة بمربعات مذهبة من الزخارف الإسلامية، ويبلغ عرضه 95 سنتمتراً، وطوله 47 متراً.
ويستهلك الثوب الواحد للكعبة نحو 670 كيلوغراما من الحرير الطبيعي الأسود اللون.
ويبلغ مسطحه الإجمالي 658 مترا مربعا، ويتكون من 47 لفة طول الواحدة 14 مترا وبعرض 95 سنتيمترا.
ويتولى حرفيون في مصنع كسوة الكعبة الشريفة في مكة المكرمة عمليات التطريز للحزام والقناديل
وستارة الباب على جميع الحروف والآيات القرآنية المطبوعة على القماش الأسود، بعمل الغرز اللازمة والحشو والقبقبة باستخدام الأسلاك الفضية والمطلية بالذهب.
وهي عملية تستهلك نحو 150 كيلوجراما من سلك الذهب والفضة.
ويضاف إلى الثوب والحزام، ستارة تغطي باب الكعبة يطلق عليها البرقع، وهي قطعة حرير خالص يبلغ طولها 6 أمتار ونصف، وعرضها 3 أمتار ونصف مزخرفة ومزينة بآيات قرآنية وزخارف إسلامية بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.
ويتولى الفنيون في مصنع الكسوة عملية تشبيك قطع الثوب جانبا مع الآخر،
إضافة الى تثبيت قطع الحزام فوق الكسوة (16 قطعة جميع أطوالها نحو 27 مترا وبعرض 95 سنتيمترا) و6 قطع تحت الحزام،
وقطعة مكتوب عليها عبارات تؤرخ إهداء خادم الحرمين الشريفين لثوب الكعبة وسنة الصنع.
ومن ثم تثبت 4 قطع صمدية (قل هو الله أحد الله الصمد) توضع على الأركان،
و11 قطعة على شكل قناديل مكتوب عليها آيات قرآنية، توضع بين أضلاع الكعبة الأربعة.
وآخر قطعة يتم تركيبها هي ستارة باب الكعبة المشرفة، وهي أصعب مراحل عملية تغيير الكسوة.
وبعد الانتهاء منها تتم عملية رفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض وبارتفاع نحو مترين من شاذروان (القاعدة الرخامية للكعبة) والمعروفة بعملية (إحرام الكعبة).
ورفع ثوب الكعبة سببه الحؤول دون قيام كثير من الحجاج والمعتمرين من قطع الثوب بالأمواس والمقصات الحادة للحصول على قطع صغيرة، طلبا للبركة والذكرى لحجته لبيت الله العتيق.
أما القطع المطرزة فهي عبارة عن
اثني عشر قنديلا وأربع قطع خاصة بصورة الإخلاص،
وست عشرة قطعة لحزام الكعبة
وست قطع ما تحت الحزام بمختلف الأحجام،
إلى جانب الستارة الخارجية لباب الكعبة.
ويتم عقب الانتهاء من تطريزها تفصيلها وخياطتها وإيصالها ببعضها البعض باستخدام ماكينة خياطة، خصصت لهذا الغرض مع مراعاة تثبيت العراوي والقطع المطرزة للحزام، وما هو أسفل منه من القناديل الخاصة بكل جنب من جوانب الكعبة الأربعة ليتكامل شكل الكسوة الخارجي.
ويتم تسليم الثوب القديم بجميع متعلقاته للحكومة السعودية التي تتولى عملية تقسيمه كقطع صغيرة، وفق اعتبارات معينة لتقديمه كإهداء لكبار الضيوف والمسؤولين وعدد من المؤسسات الدينية والهيئات العالمية والسفارات السعودية في الخارج.
التقليد المهيب العريق لاستبدال الكسوة في هذا التاريخ تحديداً من كل عام هجري بعيد غسلها بماء الورد، وتطييبها بالمسك والطيب
يتم تكراره منذ إنشاء دار خاصة خاصة لعمل كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة في عام 1346هـ، بأمر من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
واستمر المصنع ينتج ثوب الكعبة المشرفة، ومع التقدم الحضاري العالمي في فن النسيج وتقنيته أراد الملك فيصل يرحمه الله، أن يواكب هذا التطور التقني فيطور مصنع الكسوة بما يحقق أفضل وأمتن وأجمل إنتاج لثوب الكعبة، فصدر أمره السامي في عام 1392هـ 1972،
بتجديد مصنع الكسوة بأم الجود بمكة المكرمة، وتم افتتاحه تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يرحمه الله، عندما كان وليا للعهد، وذلك في ربيع الآخر سنة 1397هـ/ 26 مارس (آذار) 1977.






رد مع اقتباس