قال الله تعالى في سورة الفرقان : ({ وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً }
{ يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } * { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً }
قال الشعبي: كان عقبة بن أبيّ معيط خليل أمية بن خلف فأسلم عقبة، فقال أُمية: وجهي من وجهك حرام أَنْ بايعت
محمداً، فكفر وارتدَّ، فأنزل الله عزّ وجلّ: { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّـٰلِمُ } يعني: عقبة بن أبي معيط بن عبد شمس بن مناف "
على يديه " ندماً وأسفاً على ما فرط في جنب الله، وأوبق نفسه بالمعصية والكفر بالله بطاعة خليله الذي صده عن
سبيل ربه.
قال عطاء: يأكل يديه حتى يبلغ مرفقيه، ثم تنبتان، ثم يأكلهما هكذا، كلما نبتت يداه أكلهما تحسراً على ما فعل.
{ يَقُولُ يٰلَيْتَنِى ٱتَّخَذْتُ } ، في الدنيا، { مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } ، ليتني اتبعت محمداً صلى الله عليه وسلم واتخذت معه
سبيلاً إلى الهدى.
{ يٰوَيْلَتَا لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } ، يعني أُبيّ بن خلف.
{ لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ ٱلذِّكْرِ } ، عن الإِيمان والقرآن، { بَعْدَ إِذْ جَآءَنِى } ، يعني: الذكر مع الرسول، { وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ } ،
وهو كل متمرد عاتٍ من الإِنس والجن، وكل من صدَّ عن سبيل الله فهو شيطان. { لِلإِنْسَـٰنِ خَذُولاً } ، أي: تاركاً يتركه
ويتبرأ منه عند نزول البلاء والعذاب، وحكم هذه الآية عام في حق كل متحابين اجتمعا على معصية الله.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرءُ على دين خليلهِ فلينظرْ أحدُكم من
يُخَالِلُ"
تفسير معالم التنزيل \البغوي