عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-22-2011, 12:06 AM
د. وديع إلياس غير متواجد حالياً
د. وديع إلياس
د. وديع إلياس
 


افتراضي أجمل ما قيل في حسن الخط العربي

أجمل ما قيل في حُسن الخط

لقد كتب الأولون في كتبهم عن آداب الكتابة العربية وضوابطها ، ولا غنى لمن يريد الرجوع إلى هذه الآداب من الاطلاع على بعض هؤلاء الأولين في الكتب التالية مثل : (صبح الأعشى ، والعقد الفريد ، وأدب الكتاب ، والفهرست ).

وبودي أن اقتطف بعض ما قيل فيه : إذا كان الخط حُسن الوصف ، فليح الرصف ، مفتح العيون ، أملس المتون ، كثير الائتلاف ،
قليل الاختلاف ، هشت إليه النفوس ، واشتهته الأرواح حتى إن الإنسان ليقرؤه ولو كان فيه كلام دنيء ومعنى رديء ، مستزيدا منه ولو كثر من غير سآمة تلحقه ، إذا كان الخط قبيحاً ، مجته الفهام ولفظته ، العيون والأفكار ، وسئم قارئه ، وإن كان فيه من الحكمة عجائبها ومن الألفاظ غرائبها .

ويقولون فيه أيضاً : أجود الخط أبينه ، والخط الحسن هو البين الرائق البهيج ، وينصحون كل من يريد تجويد خطه بقوله : ألق دواتك ، واطل شباه قلمك ، وفرج بين السطور ، وقرمط بين الحروف.

وسأل الصولي بعض الكتاب عن الخط : متى يستحق أن يوصف بالجودة فقال : إذا اعتدلت أقسامه ، وطالت ألفه ولامه ، واستقامت سطوره ، وضاهى صعود حدوده ، وتفتحت عيونه ، ولم تشتبه راؤه ونونه ، وأشرق قرطاسه ، وأظلمت أنفاسه ، ولم تختلف أجناسه ، وأسرع إلى العيون تصوره ، وإلى القلب تنمره ، وقدرت فصوله ، و اندمجت أصوله وتنأسب دقيقه وجليله ، وتساوت أطنابه ، واستدارت أهدابه وصفرت نواجذه ، وخرج عن نمط الوارقين ، وبعد عن ، تصنع المحررين ، وخيل أنه يتحرك وهو ساكن .

كما قيل في وصف الكتابة وآلاتها ، قال : في كتاب نسيم الصبا لابن حبيب الحلبي : الكتابة ألهمك الله تعالى ، معرفة فضلها ، ولا حرمك نقع صداقة أهلها ، أشرف الوظائف والمناصب ، وأرفع المنازل والمراتب ، وأفلح صناعة ، وأربح بضاعة ، قطب دائرة الآداب ، وصدر أسرار الألباب ، ورسول صادق ، ولسان بالحق ناطق ، وسيف تحد بحده المعارف ، وميزان يميز التالد من الطارف ، تلحق خبر الحاضر بالغائب ، واليها تنتهي الآمال
والرغائب ، بها تتم النعمة ، وتفصل شذور الحكمة






رد مع اقتباس