التجاوز عن الأخطاء في الحياة الزوجية
عن أم سلمة أنها أتت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه فجاءت عائشة متزرة بكساء ومعها فهر ( حجر ناعم صلب) ففلقت به الصحفة
فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة ويقول : كلوا , غارت أمكم, مرتين
ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم
سلمة عائشة " رواه البخاري
من فوائد الحديث:
- بيان حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وإنصافه وحلمه
- حسن تصرفه عليه الصلاة والسلام وحله لهذا الموقف بطريقة مقنعة
معللا هذا الخطأ من عائشة رضي الله عنها بقوله : " غارت أمكم "
إعتذارا منه صلى الله عليه وسلم لعائشة , لأ لا يحمل صنيعها على ما يذم
بل يجري على عادة الضرائر من الغيرة فإنها مركبة في النفس بحيث لا يقدر
على دفعها
- لم يؤدب النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها وقد غارت فكسرت الإناء
لأن أم سلمة رضي الله عنها هي التي ابتدأت , حيث بعثت للرسول صلى الله عليه وسلم
الطعام وهو في بيت عائشة وهذا نوع من التجاوز عليها ولذا اقتصر الرسول صلى الله عليه وسلم
على تغريمها الإناء , ولم يغرمها الطعام لأنه مهدى وفي بعض الروايات
أنه صلى الله عليه وسلم غرمها الطعام حيث قال : " إناء كإناء وطعام كطعام"
- بمثل هذه الحكمة وهذا الحلم يمكن للزوج أن يتجاوز الكثير من العقبات في حياته الزوجية
فالمطلوب حسن التصرف مع الحكمة والحلم وعدم العجلة
وهنا إيماء للذين وفقهم الله وأنعم عليهم بالتعدد أن ينهجوا منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم
في العدل والانصاف وحسن الخلق ليتجنبوا (مخططات) نسائهم وكيدهن
وغيرتهن وليسلموا أيضا من الميل إلى واحدة دون أخرى حيث صح عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال :" من كانت له امرأتان فمال إلى أحداهما جاء يوم القيامة
وشقه مائل" رواه أبو داود والترمذي والنسائي