مفهوم التنظيم في التدريب
يأخذ التدريب تكوينه كتنظيم باعتباره جهاز يتضمن وحدات تكوينية لها أنشطتها المختلفة والمتباينة والتي تتفاعل بينها لتحقق وجود جهاز للتدريب يقوم بوظيفته في جهاز أكبر هو جهاز الدولة، وإذا نظرنا إلى التدريب على أنه تنظيم حي مفتوح فهو يستمد حيويته من كفاءة وحداته التكوينية، أنشطة البحوث والتدريب والاستثمارات، وارتباط هذه الأنشطة وتكاملها حيث تدعم بعضها البعض.
ويتطلب في جهاز التدريب كتنظيم أن ينفتح على المجال الذي يعمل فيه ليتفاعل عن وعي وغاية وفي إطار تخطيط يضمن له كفاءة الحركة والعلاقة مع الأجهزة الأخرى التي يتعامل معها في المستويات التنظيمية المختلفة للجهاز الأم (جهاز الدولة) الذي يأخذ بمقتضاه دوره ووظيفته، ويعني ذلك كفاءة العلاقة والتعامل على مستوى الدولة مع جهاز تخطيط القوى العاملة من ناحية وجهاز (أو تنظيم) التعليم الرسمي من ناحية أخرى. وكفاءة التفاعل وفاعليته على مستوى القطاع والمنظمة في تحقيق متطلبات رفع كفاءة العاملين بمنظمات الإنتاج والخدمات في كل من القطاع الحكومي والعام والخاص.
ولهذا تقاس حيوية التنظيم بكفاءة علاقاته مع التنظيمات الأخرى التي تعمل في مجاله ويجب لذلك أن يكون جهازه قادرا على استقصاء المعلومات بموضوعية ودقة لينشرها، أو على الأصح تمتصها أجهزته الداخلية لتستجيب أنشطتها وفقا لاحتياجات القوى العاملة حيث تقدم لها ما يلي: -
- برامج تدريبية أحكم تصميمها تتضمن مواد تدريبية تقابل احتياجات الأدوار الوظيفية للعاملين من معرفة ومهارة وسلوك.
- نشاط للبحوث والدراسات توجه لتشخيص معوقات المجتمع الإداري وفق خطة وضعت أولويات لمشروعاتها بالتعاون مع التدريب والاستشارات.
- عمليات استشارية لا تقف عند جهد الأسلوب التقليدي في تقديم الاستشارة بل تأخذ بأسلوب تنمية المنظمات لتؤدي دورها بكفاءة في رفع مستوى الإنتاجية والأداء في منظمات الإنتاج والخدمات كما سبق لكل من البحوث والتدريب.
وبذلك تتوافر في منتجات جهاز (أو تنظيم) التدريب على مستوى الدولة خصائص: مقابلة حاجات المستهلك بصورة مباشرة، وتقديم الخدمة عن اهتمام وتوحد مع المستهلك (المنظمات) في الهدف وبذلك يكون قد وفى بحقوق الكفاءة والفاعلية على مستوى القطاع والمنظمة، ومسؤولية دوره على مستوى الدولة، حيث الهدف العام الذي يربط كل الأجهزة في المستويات التنظيمية المختلفة داخل الجهاز الأم (الدولة).