عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-21-2011, 11:18 PM
د. وديع إلياس غير متواجد حالياً
د. وديع إلياس
د. وديع إلياس
 


افتراضي تعريف الخط العربي ونشأته وتطوره

تعريف الخط

لقد جعل الله التفاهم بين الناس باللسان والقلم ، وجعل الكتابة وسيلة الإقرار وتوثيق العقود والتراث الثقافي والحضاري للأمم عبر التاريخ وهي وسيلة هامة للمعرفة والتواصل بين البشر .
وقد قال ابن خلدون في مقدمته عن الخط : (إنه صناعة شريفة يتميز بها الإنسان عن غيره ، وبها تتأدى الأغراض ، لأنها المرتبة من الدلالة اللغوية ).
وقد عرفه بقوله : هو رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس الإنسانية من معان ومشاعر .
ليس هناك تشريف أرفع لعلم الخط من إضافة الله سبحانه تعليم الخط لنفسه وامتنانه بذلك على عباده . قال صاحب كتاب زاد المسافر : الخط لليد لسان ، وللخلد ترجمان ، فرداءته زمانة الأدب ، وجودته تبلغ شرائف الرتب ، وفيه المرافق العظام التي من الله بها على عباده ، فقال جل ثناؤه :
(وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ) .

أول من خط بالعربية
أول من خط الخط العربي– كما قال ابن عباس – إسماعيل عليه السلام وزاد أنه كان موصولاً حتى فرق بينه ولده.
وقيل : مرامر بن مرة ، وأسلم بن جدرة ، وهما من أهل الأنبار .
وقيل :أول من كتب بالعربية حرب بن أمية بن عبد شمس ، تعلم من أهل الحيرة ، وتعلم أهل الحيرة من أهل الأنبار ....
ويقول ابن دريد في أمالية : عن عوانة قال : أول من كتب بخطنا هذا وهو الجزم مرامر بن مرة وأسلم بن جدرة الطائيان ، ثم علموه أهل الأنبار ، فتعلمه بشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك الكندي صاحب دومة الجندل ، وخرج إلى مكة فتزوج الصهباء بنت حرب بن أمنة أخت أبي سفيان ، فعلم جماعة من أهل مكة ، فلذلك كثر من يكتب بمكة ...
ولذلك يقول رجل من كندة يمن على عريش بتعليم بشر لهم :
لا تجحدوا نعماء بشر عليكم = فقد كان ميمون النقيبة أزهرا .
أتاكم بخط الجزم حتى حفظتموها = من المال ما قد كان شتى مبعثرا .

البعد الأخر للخط العربي في تراثنا العلمي
لا يشكل الخط العربي فقط أداة تجسيد اللغة الحاملة للخصائص الحضارية والتاريخية والثقافية للأمة العربية بل يحمل هذا الخط أقدس رسالة خص بها العرب إلى جميع بني البشر في كل زمان ومكان ، وهي القرآن الكريم وبهذا المعنى أضحى الخط العربي يتمتع بميزة مقدسة لم تتوفر لغيره من الخطوط لكل اللغات المتعارف عليها في العالم اليوم . ولهذا الغرض اجتهد العرب وجهدوا ليمنحوا الأحرف العربية المكانة الأعلى والمنزلة الأرفع التي منحهاالقرآن الكريم للغتهم السامية .


نشأة الخط العربي وتطوره في الجزيرة العربية
على إيقاع آيات الوحي يتردد صدى إيقاع الكلمات المكتوبة ليحتل الخط العربي في جو من الصمت مكانة الكلام الشافي ويصل النص النهائي إلى ذروة الكمال والجمال الفني للمعاني والصور القرآنية .
ويزيد من جمال هذا الفن الرائع شكل الخط العربي القابل أكثر من أي خط آخر لجمال الحرف وأناقته ونجد قصة تطور الكتابة العربية التي يمارسها الخطاطون في كل أنحاء العالم الإسلامي .
كما نجد أن عربية القرآن تعود في منشئها إلى لهجة عرب الشمال (شمال الجزيرة العربية ) التي اشتقت بدورها من اللغة النبطية التي كانت مشتقة بدورها من اللغة الآرامية . وأقدم أصل معروف للكتابة في الجزيرة العربية هو ذلك المدعو بالجزم وقد انتشرت كتابة الجزم شيئاً حتى أصبحت لغة كل العرب عندما نزل القرآن بها وخلدها






رد مع اقتباس