يتندر العديد من موظفينا بأن الكثير من ممارسات قياس أو استطﻼع أرائهم ، والتي خصص لها ما يقارب 10% كمتطلب ومعيار للحصول على بعض الجوائز اﻹدارية الكبرى في بعض البلدان العربية ، ﻻ يتعدى اﻻستخدام الشكلي في موضوع الرضا الوظيفي ، أو مجرد تمارين على إعطاء خيارات*"Tick-box Exercise"، أو طرح أسئلة. أو أخذ رأي الموظف بتقييمه السنوي المعد من قبل اﻹدارة .*في حين ينظر للموظف في وقتنا الحاضر بأنه شريك في النجاح واﻹدارة، وأنه عنصر مهم في المحافظة على الزبائن واستقرار الشركات، وغدت المؤسسات الناجحة هي التي تتميز مواردها البشرية بالرضا والدافعية واﻻلتزام والتدريب والمهنية العالية، وزادت النظرة في أن اﻻستثمار بالموارد البشرية ﻻ يقل أهمية عن اﻻستثمار في التكنولوجيا أو اﻹنتاج وغيرها.
*وانطﻼقا من ذلك أخذت المنظمات الحكومية والخاصة منذ بداية الستينات تحرص على معرفة آراء مواردها البشرية في محاور عدة منها مثﻼ ظروف العمل، الحوافز، التدريب والتطوير، باعتبار الموظف (زبون داخلي) مثل حرصها على رأي الزبائن الخارجيين و المساهمين والصحافة اﻻقتصادية وغيرها من الجهات.وخﻼل السنوات الماضية تطورت استطﻼعات آراء الموارد البشرية بشكل كبير؛ و غدت اﻻستطﻼعات جزءاً هاماً من عمل الشركات الكبرى ، وتدار وتنفذ من قبل جهات استطﻼعية متخصصة ، فتقوم مثﻼ شركةIBM*بعمل استطﻼع آراء الموظفين منذ أكثر من ثﻼثة عقود، و طورت شركة مصانع*Cleveland- Based Industrialاستطﻼع رأي للموظفين*مستخدمة 21 لغة*لجمع معلومات في مختلف الجوانب بحيث وأصبحت إحدى اﻷدوات اﻹدارية التي تستخدم في التخطيط و التطوير لدى كبرى الشركات ، وليس كما هو اﻻنطباع عند العديد بأن استطﻼع أراء الموظفين مقتصر فقط على الرضا الوظيفي .*وقد تضمنت أسئلة استطﻼع أراء الموظفين جوانب عديدة تعدت اﻷسئلة التقليدية، فشركة*IBM*تسأل موظفيها عن اﻹبداع، الفعالية واستخدام أنظمة المعلومات وغيرها ، شركة*Xerox*تطلب من موظفيها تقييم وتقدير إلى أي مستوى وصلت الشركة حتى تكون منظمة كاملة الجودة*(Total-Quality Organization)*، وكذلك يقيم موظفو*Johnson and Johnson*نجاح الشركة في تحقيق اﻻلتزامات للزبائن، الموارد البشرية، المساهمين، المجتمع.وأخذت الدراسات العلمية تتناول مواضيع دقيقة في استطﻼع آراء الموارد البشرية لم تكن تطرق من قبل ، فعالجت احد الدراسات اتجاهات الموظفين الذين ﻻ يجيبون على اﻻستطﻼعات من خﻼل استطﻼع آراء موظفين من شريحة واسعة من الشركات، حيث بينت هذه الدراسة أن الذين لديهم ضعف استجابة لديهم نية لترك العمل ، قلة التزام بالتنظيم ، أقل رضا عن مسؤوليهم، ولديهم ضعف ثقة بكيفية تعامل إدارتهم مع نتائج اﻻستطﻼع.لم تعد أداة استطﻼع أراء الموارد البشرية*، عملية انتظار من الموظف ليلقي ورقة في صندوق اقتراحات الشركة ، ولم تعد*مقتصرة على السؤال عن الرضا لدى الموظفين ،وينبغي ﻹدارات المنظمات الحكومية والخاصة فك هذا التﻼزم الدائم بين كلمة قياس وكلمة رضا في كل مرة نتحدث بها عن هذه اﻷداة