العودة   أكاديمية التدريب الاحترافي > أكاديمية التدريب الاحترافي العامة > أكاديمية التنمية البشرية
 

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 01-13-2014, 11:43 PM
الصورة الرمزية mẨřЎặm..εïз
mẨřЎặm..εïз غير متواجد حالياً
mẨřЎặm..εïз
المشرفين
 


Thumb Yello من تجاربهم في الحياة


،



هذه تجربتي في الحياة 1/2
أ.د/ مقداد يالجن**| 20/12/1424 هـ



قام أ.د/ مقداد يالجن بكتابة مجموعة من تجاربه في الحياة، وضمنها كتابه (الطريق إلى العبقرية)، وقمنا هنا باختيار ما يمس التربية للنفس والغير من تجاربه التي يستفاد منها في هذا المجال. ونعرضها في حلقتين هذه أولاها:


هكذا تغلبت على الصعوبات:
هناك هدفان أساسيان لي في الحياة، فالهدف الأول، هو: الإصلاح الاجتماعي والنهوض بالأمة، ووسيلتي هي التربية كما أبينها فيما أكتب في مجال التربية، وأما الهدف الثاني، فهو: أن أكون سعيداً في الدنيا والآخرة، ووسيلتي في ذلك هي السير في طريق السعادة كما هو مرسوم في كتابي(طريق السعادة).


أما طريقة تغلبي على الصعوبات والعقبات التي اعترضتني، ولا يزال يعترضني بعضها، أقول: إن استطاعتي التغلب على العقبات السابقة أعطاني الثقة بأنني أستطيع التغلب على كل العقبات الحاضرة والآتية- بإذن الله-، بل إن أملي زاد بأن الإنسان إذا تسلح بالعلم والحكمة وقوة الإرادة والبصيرة البعيدة المدى، وكان عازماً في تحقيق أهدافه، وحازماً في تنفيذ تخطيطاته تكاد لا توجد هناك مشكلة في إطار القدرة الإنسانية لا يمكن حلها. هذا إلى أنني أدرس أساليب من سبقني في السير في ا لدرب نفسه، وأتعظ من سيرهم وأدرس لماذا فشلوا إذا فشلوا؟ ولماذا نجحوا إذا نجحوا؟ وأدرس كل الجوانب الإيجابية والسلبية، فأترك السلبية وآخذ الإيجابية، ثم أخترع وسائل إيجابية بدل السلبية.
ورأيت أن معظم الذين قاموا بدعوى الإصلاح مثلاً ضعفوا أو فشلوا إما لأنهم لم يحددوا الهدف الأساسي من الإصلاح، أو لم يحددوا حجم الإصلاح، أو أنهم حددوا الهدف دون الطريق والوسيلة، أو حددوا الطريق ولم يحددوا الرجال الذين يسيرون في هذا الطريق، أو حددوا الرجال ولكنهم لم يحاولوا تكوين الرجال، بحيث يستطيعون السير في ذلك الطريق إلى النهاية، أو حاولوا تكوين الرجال، ولكنهم أخطؤوا في طريقة التربية السليمة أو لم يعرفوا طرق التربية وأساليبها على الإطلاق.
فالمهم في الوصول إلى الأهداف تحديد الهدف الممكن وتحديد الطريق ثم تحديد الرجال، ثم تكوين الرجال بالأساليب التربوية السليمة بحيث يصبحون أهلاً لتحقيق الأهداف والغايات العليا.
ومن أساليبي في حل المشكلات أنني لا أدخل في مشكلة لا أستطيع أن أخرج منها، ولا أضع مشروعاً لا أستطيع تنفيذه، وإذا أحاطت بي المشكلات الخارجية أصبر ريثما تزول؛ لأن المشكلات الخارجية كالعواصف والزوابع، فإنك إذا ثبتَّ في موقفك أو استطعت أن تحمي نفسك لمدة، فإنها ستزول ولا تضرك إلا قليلاً، وأما إذا تخليت عن هدفك لمجرد هبوب بعض العواصف فإنك قلما تستطيع أن تحقق من أهدافك. كما أنني لا أدخل في أمر قبل أن أعرف لنفسي مخرجاً منه، إذا اضطررت الخروج منه، ولهذا كانت مشكلاتي أقل من مشكلات الناس، سواء أكانت مشكلات نفسية أو خارجية؛ لأن المشكلة أساساً ليست هي وجود مجرد بعض العقبات والظروف، أو صعوبة العمل، وإنما المشكلة الأساسية التي تقهر الإنسان، أو هي التي تصادفه ولا يجد مخرجاً منها ويشعر في قرارة نفسه بالعجز عن حلها، ومن ثم تجعله يعدل عن أهدافه وغاياته وطريقته.

وإني لم أصادف مشكلة شعرت بالعجز عن حلها وإن عانيت كثيراً في اقتحام كثير من العقبات، ولهذا لم تثنني أية مشكلة صادفتها عن طريقي، ولم تجعلني أعدل عن هدفي حتى الآن، إنّ من يضع هدفاً لنفسه ثم يظن مبدئياً خلوّ طريقه من العقبات ولم يعدّ نفسه لاقتحامها فإنه من الصعب أن ينجح في الوصول إلى هدفه وتحقيق أمانيه؛ لأنه لا يوجد هناك طريق يخلو من العقبات، وإن وجد في حال ما فإنه لا يوجد في كل الأحوال، وإن وجد في الحاضر فقد تقع عقبات في المستقبل؛ لأن الظروف والأحوال تتغير، ولكن الإنسان لا يتغير ما لم يغير إرادته وأهدافه وغاياته، وهناك قوتان خير وسيلة لتحقيق الأهداف، وهما: قوة العلم، وقوة الإرادة المؤمنة، وكلما ازداد الإنسان منهما ازداد قوة، وقد لا توجد هنا قوة مادية أو قوة سياسية يمكن أن تقف أمام الإنسان المزود بهاتين القوتين. إن الإنسان الواحد بقوة العلم والفكر والإرادة يستطيع أن يغير المجتمعات ويجلب القوى إليه ولا تستطيع القوى الأخرى تغييره وتعديل اتجاهه، والإنسان يشعر بتلك القوة بقدر ما يزداد علماً وفكراً وإرادة وحكمة، وقد رأينا في التاريخ القديم والحديث بعض العباقرة استطاعوا تغيير مجتمعاتهم والتأثير على المجتمعات الأخرى، وذلك مَثَل حي لنا فلا داعي لإثبات ذلك بالنظر والمنطق.






[تجربتي في المذاكرة وطلب العلم:]
كنت أذاكر حتى نهاية دراستي في الكلية دون معرفتي بطريقة المذاكرة العلمية، أي: دون العلم بعلم التعلم؛ لأن التعلم له أسس وقواعد فمن كان على علم بها فاق من لم يكن على علم بها وحصّل ما لم يحصله، كما أنه لا يتعب كما يتعب بالتعلم من لا يملك تلك القواعد، وقد أجرى التربويون دراسة لمعرفة مدى دور التوجيه التربوي في التفوق في التعلم وفي الفرق بين من يتعلم على تلك الأسس وبين من يتعلم بدون علم بها، فوجدوا في نهاية الدراسة، أن الذين يتعلمون وفقاً لأسس التعلم يحصلون على ضعف ما يتعلمه الآخرون بدون العلم بها في المدة المحددة لكلا الطرفين، ونتيجة لذلك قرروا مبدأ التعلم بالتوجيه على الأسس العلمية؛ لأنه يدفع عجلة التعلم إلى الأمام، كما أنه وسيلة التقدم العلمي في البلاد وأهمية ذلك تتضح أكثر إذا قارنا بلدين، فقد تعلّم أبناء أحد البلدين بالتوجيه العلمي مثلاً، وتعلم أبناء البلد الآخر بدون هذا التوجيه، فإن البلد الأول يتقدم في العلم ضعف ما يتقدم البلد الآخر، ولهذا فإن القائمين بشؤون التعليم في الدول المتقدمة يحرصون دائماً على تحقيق هذا المبدأ التعليمي، وهو كيف نستطيع أن نعلّم أكبر قدر ممكن من المعلومات في أقل وقت وبأقل جهد، ويقولون: كلما استطعنا تطبيق هذا المبدأ في ميدان التعلم – بأكبر قدر ممكن من الشمول والعمق – استطعنا أن ندفع عجلة التقدم العلمي أكثر فأكثر،
ولما علمت تلك الأسس السيكولوجية والتربوية للتعلم الجيد – وذلك بعد أن تخصصت في كلية التربية، وبعد ما قست ذلك بأساليب مذاكرتي وتعلمي – بكيت على حالي ولمت كل المؤسسات التعليمية التي تعلمت فيها؛ لأن التعليم فيها يسير بدون توجيه وإرشاد لطرق التعلم العلمي والتربوي؛ ذلك أنه يجب أن نعلّم المتعلمين طرق التعلم الجيدة قبل أن نعلمهم العلوم؛ لأن هذه الطرق مفتاح تحصيل العلوم، ومن ثم علمت لماذا لا نستطيع نحن التقدم في العلوم كالدول المتقدمة.
وبعد علمي بمنهج التعلم ذلك قلت في نفسي: إنني لو كنت تعلمت في ضوء ذلك المنهج لحصلت ضعف ما حصلت، وما كنت تعبتُ في الوقت نفسه كما تعبت في التعلم نتيجة لجهلي بأصول التعلم الجيد،
كما أنني كنت أفكر أثناء تعلمي في الذين تعلموا فمنهم من أصبح مفكراً عالماً منتجاً يستفيد من علمه ويفيد غيره، ومنهم من لم يصل إلى هذه المرتبة، بل إنه لم يشم رائحة العلم، ولا تجد الفرق بين أسلوب تفكيره وتصرفاته، وبين الجاهل الذي لم يتعلم إطلاقاً،
فلما تعلمت في كلية التربية علمت سر ذلك كله، وبعد ذلك كنت أفكر في أمر آخر، وهو لماذا لا يصبح المتعلمون علماء أخياراً، بل يصبح معظمهم علماء أشراراً، وقد يضرون المجتمع أكثر مما ينفعون، وقد يضرون أكثر من الجهال الذين لم يتعلموا إطلاقاً، وكيف يصبح المتعلم عالماً خيّراً إذا تعلم، وما السبيل إلى ذلك. وعلمت في نهاية الدراسة أن السبب في ذلك سوء التربية، وسوء توجيه المتعلمين، أو عدم توجيههم إطلاقاً إلى السبيل الذي به يصبحون في النهاية علماء أخياراً يفيدون أنفسهم ومجتمعهم بما تعلموا.
كل ذلك دفعني إلى أن أكتب كتاباً بعنوان (توجيه المتعلم في ضوء التفكير التربوي والإسلامي) لأوجه به المتعلمين إلى أفضل طرق التعلم والأسس السيكولوجية التي أقرها علماء التربية والتعليم، وبينت فيه كيف ينظمون أوقاتهم تنظيماً علمياً، وكيف يستطيعون أن يتقدموا في كل علم من العلوم؛ لأنه كما أن هناك طرقاً وأساليب مشتركة للتعلم الجيد إلا أن هناك بعض الطرق والأساليب الخاصة للتقدم في كل علم من العلوم أيضاً، كما يكون هناك أسلوب بحث وتجربة خاصة لكل ميدان من ميادين العلوم والبحث فيها، كما بينت العوامل المساعدة على التعلم الجيد.
وكانت غايتي من وضع هذا الكتاب هي أنني لم أرد أن يتعب غيري كما تعبت في التعلم وفي البحث عن أساليب التعلم الجيد، وأن أكون عاملاً مساعداً في تقدم بلادنا علمياً، وأن تصل إلى الركب العلمي الحضاري الذي وصلت إليه الدول المتقدمة.
وأخيراً كانت غايتي من ذلك التوجيه الأخلاقي للمتعلمين؛ لأنني أريد أن يكون تقدمنا العلمي تقدماً أخلاقياً أيضاً، وذلك لا يكون إلا إذا تمسك المتعلمون بالأخلاق الفاضلة، وأصبح علماؤنا على خلق قويم؛ لأن الدول المتقدمة لما تقدمت في العلم وتأخرت في الأخلاق لإهمالها التوجيه الأخلاقي أنتجت شروراً في الحياة الاجتماعية أكثر من الخيرات التي جلبها تقدم العلوم، وذلك بسبب إهمالها التوجيه الأخلاقي في ميدان التعلم، ونحن يجب أن نأخذ العبرة من غيرنا، فالعاقل من اتعظ بغيره؛ لكي نتفادى النقص في سيرنا التقدمي، وليكن تقدمنا تقدماً كاملاً فيأتي منه الخير ولا يأتي منه الشر،
ولهذا فإن خير ما أنصح به طلاب العلم في هذه الأيام قراءة ما كتبتُ في هذا الميدان؛ لأنني خير ما قدمته لهم في هذا الميدان من نصائح تضم تجاربي وتجارب غيري، وبما أن الكتاب قد نشر أخيراً بدار المريخ بالرياض فأصبحت الاستفادة منه ميسورةً إذا أراد المتعلمون التقدم في التعلم والتقدم العلمي لبلادهم.
والله أدعو التوفيق لكل من يريد الخير للناس؛ لأن من يريد ذلك هو خير الناس مصداقاً لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "خير الناس أنفعهم للناس".
_____________
(*) من كتاب (الطريق إلى العبقرية).






رد مع اقتباس
 


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من يصنع الحياة ؟ د. وديع إلياس أكاديمية تطوير الذات العام 1 11-02-2023 07:05 AM
أ..جمل ما فى الحياة هو الحياة إعلامية الأكاديمية أكاديمية الروائع والحكم التطويرية 1 07-18-2023 09:10 PM
الحجاب قائد إلى جنة الرحمن د. وديع إلياس أكاديمية روائع الإسلام 0 08-26-2011 05:02 AM
الحديث عن الحياة الطبية د. وديع إلياس أكاديمية روائع الإسلام 0 05-15-2011 12:04 AM
نظرات ايجابية في الحياة د. وديع إلياس أكاديمية تطوير الذات العام 1 03-27-2011 03:31 PM

Free counters!